فصل: تفسير الآيات (37- 38):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التسهيل لعلوم التنزيل



.تفسير الآية رقم (33):

{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)}
{مَّنْ خَشِيَ الرحمن بالغيب} أي اتقى الله وهو غائب عن الناس، فالمجرور في موضع الحال، من خشي بدل أو مبتدأ، فإن قيل: كيف قرن بالخشية الاسم الدال على الرحمة؟ فالجواب: أن ذلك لقصد المبالغة في الثناء على من يخشى الله؛ لأنه يخشاه مع علمه برحمته وعفوه، قال ذلك الزمخشري؛ ويحتمل أن يكون الجواب عن ذلك أن الرحمن صار يستعمل استعمال الاسم الذي ليس بصفة كقولنا الله.

.تفسير الآية رقم (35):

{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)}
{وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} قيل معناه النظر إلى وجه الله، كقوله: {الحسنى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] وقيل: يعني ما لم يخطر على قلوبهم كما ورد في الحديث مما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال: «أعددت لعبادي الصالحين ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».

.تفسير الآية رقم (36):

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36)}
{هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً} الضمير في هم للقرون المتقدمة، وفي منهم لكفار قريش {فَنَقَّبُواْ فِي البلاد} أي طافوا فيها، وأصله دخولها من أنقابها، أو من التنقيب عن الأمر، بمعنى البحث عنه {هَلْ مِن مَّحِيصٍ} أي قالوا: هل من مهرب من الله أو من العذاب.

.تفسير الآيات (37- 38):

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)}
{لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} أي قلب واع يعقل ويفهم {أَوْ أَلْقَى السمع وَهُوَ شَهِيدٌ} اي استمع وهو حاضر القلب {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} اللغوب الإعياء والتعب.

.تفسير الآيات (39- 40):

{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)}
{فاصبر على مَا يَقُولُونَ} يعني كفار قريش وغيرهم {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} يحتمل أن يريد التسبيح باللسان، أو يريد الصلاة وقد ذكر الزمخشري فيه الوجهين وقال ابن عطية: معناه: صلِّ بإجماع من المتأوّلين، وهي على هذا إشارة إلى الصلوات الخمس فقبل طلوع الشمس: الصبح، وقيل الغروب: الظهر والعصر. ومن الليل: المغرب والعشاء، وقيل: هي النوافل {وَأَدْبَارَ السجود} قال ابن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما: الركعتين بعد المغرب وقال ابن عباس: هي النوافل بعد الفرائض، وقيل: الوتر.

.تفسير الآيات (41- 42):

{وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42)}
{واستمع} معناه انتظر. فهو عامل في يوم يناد على أنه مفعول به صريح، وقيل: المعنى استمع لما نقصُ عليك من أهل القيامة. فعلى هذا لا يكون عاملاً في يوم يناد فيقوف على استمع والأول أظهر {يَوْمَ يُنَادِ المناد مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} المنادي هنا إسرافيل الذي ينفخ في الصور، وقيل: إنما وصفه بالقرب لأنه يسمعه جميع الخلق، وقيل: المكان صخرة بيت المقدس، وإنما وصفها بالقرب لقربها من مكة {يَوْمُ الخروج} يعني خروج الناس من القبور.

.تفسير الآية رقم (44):

{يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44)}
{يَوْمَ تَشَقَّقُ} العامل في هذا الظرف معنى قوله: {حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} أو هو بدل مما قبله.

.تفسير الآية رقم (45):

{نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)}
{وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} أي بقهار تقهرهم على الإيمان كقوله: {لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية: 22] وقيل إخبار بأنه صلى الله عليه وسلم رؤوف بهم غير جبار عليهم، وهذا أظهر {فَذَكِّرْ بالقرآن مَن يَخَافُ وَعِيدِ} كقوله: {إِنَّمَا تُنذِرُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} [فاطر: 18] لأنه ينفع التذكير إلا من يخاف.

.سورة الذاريات:

.تفسير الآيات (1- 4):

{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4)}
{والذاريات ذَرْواً} هي الريح تذرو والتراب وغيره، ومنه قوله تعالى: {تَذْرُوهُ الرياح} [الكهف: 45] وانتصب ذرواً على المصدرية {فالحاملات وِقْراً} هي السحاب تحمل المطر، والوقر: الحمل وهو مفعول به {فالجاريات يُسْراً} هي السفن تجري في البحر، وإعراب يسراً صفة لمصدر محذوف ومعناه بسهولة {فالمقسمات أَمْراً} هي الملائكة تقسم أمر الملكوت من الأرزاق والآجال وغير ذلك، وأمراً مفعول به، وقيل: إن الحاملات وقراً: السفن، وقيل: جميع الحيوان الحامل، وقيل: إن الجاريات يسراً: السحاب، وقيل: الجواري من الكواكب والأول أشهر، وهو قول علي بن أبي طالب.

.تفسير الآيات (5- 7):

{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)}
{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} هذا جواب القسم ويحتمل: {تُوعَدُونَ} أن يكون من الوعد أو من الوعيد، والأظهر؛ أنه يراد به البعث في الآخرة وهو يشمل الوعد والوعيد {وَإِنَّ الدين لَوَاقِعٌ} الدين هنا الجزاء، وقيل: الحساب {والسمآء ذَاتِ الحبك} أي ذات الطرائق، مثل الطرائق التي تكون في الماء إذا هبت عليه الرياح، وكذلك حُبُك الزرع، وهي الطرائق التي فيه. وقيل: الحبك: النجوم. وقيل: زينة السماء وقيل: حسن خلقتها وواحد الحبك حباك أو حبيكة.

.تفسير الآية رقم (8):

{إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8)}
{إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ} يحتمل أن يكون خطاباً لجميع الناس، لأنهم اختلفوا فمنهم مؤمن ومنهم كافر، ويحتمل أن يكون خطاباً للكفار خاصة، لأنهم اختلفوا فقال بعضهم: ساحر، وقال بعضهم: كاهن وقال بعضهم: شاعر.

.تفسير الآية رقم (9):

{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9)}
{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} معنى يؤفك: يصرف، والضمير في عنه يحتمل أربعة أوجه أحدها: أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم أو للقرآن أو للإسلام والمعنى: يصرف عن الإيمان به من صرف، أي من سبق في علم الله أنه مصروف. والثاني: أن يكون الضمير لما توعدون أو للدين، والمعنى بصرف عن الإيمان به من صرف. الثالث: أن يكون الضمير للقول المختلف، والمعنى يصرف عن ذلك القول إلى الإسلام من قضى الله بسعادته، وهذا القول حسن، إلا أن عرف الاستعمال في أفك ويؤفك إنما هو في العرف من خير إلى شر، وهذا من شر إلى خير. الرابع: أن يكون الضمير للقول المختلف، وتكون عن سببية والمعنى: يصرف بسبب ذلك القول من صرف عن الإيمان.

.تفسير الآيات (10- 14):

{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)}
{قُتِلَ الخراصون} دعاء عليهم كقولهم: قاتلك الله، وقيل: قُتل بمعنى لعن، قال بان عطية: واللفظ لا يقتضي ذلك وقال الزمخشري: أصله الدعاء بالقتل، ثم جرى مجرى لعن وقبح، والخراصون الكذابون، وأصل الخرص: التخمين والقول بالظن والإشارة إلى الكفار، وقيل: إلى الكهان والأول أظهر {الذين هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} الغمرة ما يغطى عقل الإنسان، وأصله من غمرة الماء، والمراد به هنا الجهالة والغفلة عن النظر {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدين} أي يقولون: متى يوم الدين على وجه الاستبعاد والاستخفاف {يَوْمَ هُمْ عَلَى النار يُفْتَنُونَ} هذا جواب عن سؤالهم، ومعنى يفتنون: يحرقون ويعذبون، ومنه قيل للحرّة: فتين لأن الشمس أحرقت حجارتها، ويحتمل أن يكون يومهم معرباً والعامل فيه مضمر تقديره: يقع ذلك يوم هم على النار يفتنون، وأن يكون مبنياً لإضافته إلى مبني، وعلى هذا يجوز أن يكون في موضع نصب بالفعل المضمر حسبما ذكرنا، أو في موضع رفع والتقدير هو: يوم هم على النار يفتنون {ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ} أي يقال لهم: ذوقوا حرقتكم.

.تفسير الآية رقم (16):

{آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16)}
{آخِذِينَ مَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ} يعني يأخذون في الجنة ما أعطاهم ربهم من الخيرات والنعيم، وقيل: المعنى آخذين في الدنيا ما آتاهم ربهم من شرعه، والأول أظهر وأرجح لدلالة الكلام عليه.

.تفسير الآية رقم (17):

{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)}
{كَانُواْ قَلِيلاً مِّن الليل مَا يَهْجَعُونَ} الهجوع النوم. وفي معنى الآية قولان: أحدهما: وهو الصحيح: أنهم كانوا ينامون قليلاً من الليل، ويقطعون أكثر الليل بالسهر في الصلاة والتضرع والدعاء، والآخر: أنهم كانوا لا ينامون بالليل قليلاً ولا كثيراً ويختلف الإعراب باختلاف المعنيين؛ فأما على القول الأول ففي الإعراب أربعة أوجه: الأول أن يكون قليلاً خبر كانوا وما يهجعون فاعل بقليلاً، لأن قليلاً صفة مشبهة باسم الفاعل، وتكون ما مصدرية، والتقدير: كانوا قليلاً هجوعهم من الليل، والثاني: مثل هذا إلا أن ما موصولة والتقدير: كانوا قليلاً الذين يهجعون فيه من الليل، والثالث: أن تكون ما زائدة، وقليلاً ظرف، والعامل فيه يهجعون، والتقدير: كانوا يهجعون وقتاً قليلاً من الليل، والرابع: مثل هذا إلا أن قليلاً صفة لمصدر محذوف، والتقدير: كانوا يهجعون هجوعاً قليلاً، وأما على القول الثاني في الإعراب وجهان: أحدهما أن تكون ما نافية، وقليلاً ظرف، والعامل فيه يهجعون، والتقدير: كانوا ما يهجعون قليلاً من الليل، والآخر أن تكون ما نافية، وقليلاً خبر كان، والمعنى كانوا قليلاً في الناس، ثم ابتدأ بقوله: {مِّن الليل مَا يَهْجَعُونَ} وكلا الوجهين باطل عند أهل العربية، لأن ما نافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، فظهر ضعف هذا المعنى لبطلان إعرابه.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)}
{وبالأسحار هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} أي يطلبون من الله مغفرة ذنوبهم، والأسحار آخر الليل، وقد جاء في الحديث: «أن الله تعالى يقول في الثلث الآخر من الليل، من يستغفرني فأغفر له»، وقيل: معنى يستغفرون: يصلون وهذا بعيد من اللفظ.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)}
{وفي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ والمحروم} الحق هنا نوافل الصدقات، وقيل: المراد الزكاة وهذا بعيد؛ لأن الآية مكية، وإنما فرضت الزكاة بالمدينة، وقيل: إن الآية منسوخة بالزكاة، وهذا لا يحتاج إليه لأن النسخ إنما يكون مع التعارض، ولا تعارض بين الزكاة والنوافل. وتسمية النوافل بالحق كقوله: {حَقّاً عَلَى المحسنين} [البقرة: 236] وإن كان غير واجب، وقال بعض العلماء: حق سوى الزكاة. ورجحه ابن عطية. واختلف الناس في المحروم حتى قال الشعبي: أعياني أن أعلم ما المحروم، وقيل: المحروم الذي ليس له في بيت المال سهم، وقيل: الذي اجتيحت ثمرته، وقيل: الذي ماتت ماشيته، والمعنى الجامع لها أن المحروم هو الفقير المستور الحال.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)}
{وفي أَنفُسِكُمْ} إشارة إلى ما في خلقة الإنسان من الآيات والعبر، ولقد قال بعض العلماء فيه: أن فيه خمسة آلاف حكمة، وقال بعضهم: الإنسان نسخة مختصرة من العالم.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)}
{وَفِي السمآء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} معنى: {وَفِي السمآء رِزْقُكُمْ}: المطر، وقيل: القضاء والقدر، ويحتمل أن يكون {وَمَا تُوعَدُونَ} من الوعد والوعيد والكل في السماء، ولذلك قيل: يعني الجنة والنار. وقيل: الخير والشر.

.تفسير الآية رقم (23):

{فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)}
{إِنَّهُ لَحَقٌّ} هذا جواب القسم، والضمير لما تقدم من الآيات أو الرزق أو لما توعدون {مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} أي حق مثل نطقكم لا يمكن الشك فيه، وما زائدة: وقرئ مثل بالنصب والرفع فالرفع صفة لحق، والنصب على الحال من حق أو من الضمير المستتر فيه، أو صفة لحق وبُني لإضافته إلى مبني، أو لتركيبه مع ما فيصير نحو إينما وكلما.

.تفسير الآيات (24- 25):

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25)}
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المكرمين} المراد بالاستفهام في مثل هذا التفخيم والتهويل، و{ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} هم الملائكة الذين جاؤوا ليبشروه بالولد وبإهلاك قوم لوط، ووصفهم بالمكرمين لأنهم مكرمون عند الله، ولأن إبراهيم عليه السلام أكرمهم، لأنه خدمهم بنفسه وعجل لهم الضيافة، والعامل في {إِذْ دَخَلُواْ} على هذا: المكرمين، ويحتمل أن يكون العامل فيه محذوف تقديره: اذكر {فَقَالُواْ سَلاَماً} نصب هذا لأنه في معنى الطلب وهو مفعول بفعل مضمر، ورفع الثاني لأنه خبر تقديره: أمري سلام، وهذا على أن يكون السلام بمعنى السلامة، وإن كان بمعنى التحية فإنما رفع الثاني ليدل على إثبات السلام، فيكون قد حياهم بأكثر مما حيوه، وينتصب السلام الأول على هذا على المصدرية تقديره: سلمنا عليك سلاماً، ويرتفع الثاني بالابتداء تقديره: سلام عليكم قوم منكرون أي لم يعرفهم.

.تفسير الآية رقم (27):

{فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27)}
{قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ} يحتمل أن يكون ألا حضاً على الأكل، أو تكون الهمزة للإنكار دخلت على لا النافية.

.تفسير الآية رقم (28):

{فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28)}
{فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} إنما خاف منهم لما لم يأكلوا هو {وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلَيمٍ} هو إسحاق عليه السلام لقوله: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ} [هود: 71].